مقالات صحيه

الألم العضلي الليفي

ماهو الألم العضلي الليفي !؟

الألم العضلي الليفي

تعاني من الأوجاع في جميع أنحاء جسدك؟ تشعر بالإرهاق في أحيان كثيرة ومتقاربة؟ وحتّى بعد إجرائك عددا كبيرا من الفحوصات الطبيّة، لا يستطيع الطبيب المعالج الإشارة إلى أي أمر استثنائي؟ – إذا كان هذا الوصف مألوفًا لديك فمن المحتمل أنّك تعاني من الألم العضليّ الليفيّ (Fibromialgia).

المقدمة :

والألم العضلي الليفي هو عبارة عن حالة طبية مزمنة، متلازمة مزمنة تدعى، أيضا، “متلازمة الألم العضليّ الليفيّ” (Fibromyalgia Syndrome  – FMS) الذي يظهر بصورة آلام في العديد من المناطق العضلية في الجسم، في الأربطة (Ligaments) وفي الأوتار (Tendons)، إضافةً إلى التّعب الشّديد والكثير من المواضع المؤلمة – المناطق التي يسبب مجرد الضغط الخفيف عليها ألما شديدا.

نعرض لكم اليوم من خلال موقع فارم سي ( Pharma C) اسباب واعراض الألم العضلي الليفي

ماهو الألم العضلي الليفي !؟

يظهر الألم العضلي الليفي  لدى نحو 2% من مجمل السكّان في الولايات المتّحدة، مثلًا. وهذه المتلازمة أوسع انتشارًا بين النّساء منها بين الرّجال، ويزداد خطر الإصابة بالألم العضلي الليفي مع التقدّم في السنّ. ويظهر الألم العضلي الليفي، أحيانًا، كنتيجة لأزمة عاطفيّة أو إصابة جسديّة، ولكن في القسم الأكبر من الحالات ليس هنالك عامل مسبب، أيًّا كان، لظهور الألم العضلي الليفي.

أعراض الألَم العضلي الليفي

قد تختلف أعراض الأَلم العضلي الليفي  من حالة وأخرى، تبعا للتغييرات التي تحصل في حالة الطقس، في الضغط النفسي، في حجم النشاط الجسمانيّ أو، في بعض الأحيان، بمجرد تغيّر ساعات النهار، فحسب.

الألم في مناطق واسعة ونقاط الألم:

يوصف الألم الذي يُعزى إلى متلازمة الألَم العضلي الليفي بأنّه ألم كليل (غير حاد – Dull pain) ومتواصل، عضليّ المصدر في الغالب. ولكي يتم وصفه بأنه واسع، على الألم أن يظهر في جانبي الجسد كليهما، وأن يتموقع فوق الجِذع (خط الخصر – Trunk / Torso) وتحته.

ويتم تمييز الألَم العضلي الليفي، أيضّا، بواسطة آلام أخرى إضافيّة ناجمة عن الضغط على أماكن محدّدة في الجسم، تسمّى “نقاط االزّناد” (“نقاط إثارة الألم” – Trigger points).

وتشمل نقاط الزناد هذه:

  • القَفا (مؤخرة الرقبة – Nape)
  • بين لوحي الكتفين (Shoulder blade)
  • على الكتفين
  • مقدّمة العنق
  • أعلى الصّدر
  • خلفيّة المرفقين
  • أعلى الخصر
  • جانبا الخصر
  • جوف الركبتين

التعب واضطرابات النوم:

غالبًا ما يستيقظ المصابون بالألم العضلي الليفي وهم يشعرون بالتعب الشديد، على الرغم من أنّه يبدو، ظاهريا، أنهم ناموا أكثر من اللازم. ويعتقد الاختصاصيّون بأن هؤلاء نادرًا جدا ما يبلغون مرحلة نوم الحلم العميق. وقد أثبِت وجود علاقة بين اضطرابات النوم وبين الألم العضلي الليفي، بالإضافة إلى العلاقة بمتلازمة تململ الساقين (Restless legs syndrome) وانقطاع النَفَس النّومي (انقطاع النفس خلال النوم – SleepApnea ).

حالات طبّيّة مصاحِبَة:

غالبية الأشخاص الذين يعانون من الألم العضلي الليفي يعانون، أيضًا، من الأعراض التالية:

– متلازمة التعب المزمن (Chronic fatigue syndrome)

– الاكتئاب

– التهاب الأغشية المخاطيّة الرحميّة

– متلازمة الأمعاء المتهيّجة (Irritable bowel syndrome – IBS)

-الذئبة (Lupus)

-الفُصال العظميّ (Osteoarthritis)

-اضطراب الكرب التالي للرضح (Post – traumatic stress disorder)

– متلازمة تململ الساقين (Restless legs syndrome)

– التهاب المفاصل الرَّوماتويدي (Rheumatoid arthritis)

أسباب وعوامل خطر الألم العضلي الليفي

 لا يعرف الأطباء، حتى الآن، المسببات الحقيقية لظهور الألم العضلي الليفي، ولكن من الممكن أن تكون عدّة عوامل مجتمعة هي المسؤولة عن ذلك.

هذه العوامل قد تشمل:

الوراثة: بما أنّه يبدو أن الألم العضلي الليفي ينتقل في العائلة، من جيل إلى جيل، فمن المحتمل أن تكون هنالك علاقة على أساس خلل جينيّ (وراثيّ) قد يجعل الإنسان أكثر عرضة للإصابة بمرض الألم العضلي الليفي وبالأعراض التي ترافقه.

التلوّثات: يبدو أنّ عددا من الأمراض المحددة هي أمراض  مسببة للألم العضلي الليفيّ، أو أنها قد تزيد من حدّته.

رضح  (كدمة – Trauma) على خلفيّة نفسيّة أو جسديّة: تم إثبات وجود علاقة بين الألم العضلي الليفيّ وبين اضطراب الكرب التالي للرضح (Post – traumatic stress disorder).

ومن السائد الاعتقاد، هذه الأيّام، بأنّ أساس المتلازمة يكمن في عامل الألم المركزي. وتقول هذه النظريّة أنّ الناس الذين يعانون من حالة الألم العضلي الليفي تكون عتبة الإحساس بالألم لديهم منخفضة أكثر من غيرهم، وذلك نظرًا لحساسيّة الدماغ لإشارات الألم.

ويعتقد العلماء أنّ الإثارة العصبية المتكرّرة لدماغ الشخص المصاب بالألم العضلي الليفي  تسبّب تغيّرات كيميائيّة معيّنة. وتظهر هذه التغيّرات بصورة ارتفاع حادّ واستثنائي في إفراز مركّبات كيميائيّة معيّنة في الدماغ وظيفتها التنبيه من الألم (الناقلات / النواقل العصبيّة – Neurotransmitter). وعلاوة على ذلك، فإنّ المستقبلات (receptor) الدماغيّة تعاني من ذاكرة قصيرة الأمد في ما يتعلّق بالألم فتصبح، نتيجة لذلك، ذات حساسيّة مفرطة مما يعني أنّها تصبح على درجة مفرطة من ردة الفعل المستمرّة حيال علامات ظهور الألم.

وتشمل عوامل الخطر الخاصّة المنسوبة  إلى حالة الألم العضلي الليفي:

الجنس: الألَم العضلي الليفي  أكثر انتشارًا بين النساء منه لدى الرجال

السنّ: الألم العضلي الليفي أكثر قابليّة للظهور لدى البالغين، من سن الشباب وحتّى سنّ الكهولة. ولكنّه ممكن الظهور، أيضا، لدى الأطفال أو لدى الطاعنين في السنّ.

الاضطراب في أنماط النوم: من الصعب تحديد ما إذا كان الاضطراب في أنماط النوم ناتجا عن الألم العضلي الليفي أو أنّ الأوّل يسبّب الأخير. ولكن معظم الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في النوم، مثل تشنّج عضلات الساقين ليلًا، مثلا، تململ الساقين أو انقطاع النفس خلال النوم، يعانون، أيضًا، من الألم العضلي الليفي.

التاريخ العائلي: من المرجح ظهور الألم العضلي الليفي لدى شخص إذا كان أحد أقرباء العائلة يعاني من نفس المشكلة

أمراض المفاصل: في حال إصابة شخص ما بمرض مفصليّ أيًّا كان، كالتهاب المفاصل الروماتويدي أو الذئبة، يزداد احتمال ظهور الألم العضلي الليفي  لديه.

مضاعفات الألم العضلي الليفي

لا يعتبر الألََم العضلي الليفي من ضمن الأمراض التي تشتد حدتها وتتفاقم مع الوقت، وغالبًا فهو لا يسبب حالات طبيّة إضافيّة أو أمراضا أخرى. ولكنّه، بدون أدنى شك، يسبّب الآلام، الاكتئاب وقلّة النوم.

هذه المشاكل قد تمنع المريض من متابعة حياته اليوميّة بشكل طبيعي، وقد تشكل عاملا معيقا في حياته العمليّة، حتى أنها تؤثّر على حياته العائليّة والمجتمعيّة. الإحباط الناتج عن التعامل مع مرض الذي لا يتم تشخيصه غالبًا بالشكل الصحيح قد يؤدي إلى تفاقم الحالة.

تشخيص الألََم العضلي الليفي

نقاط الزّناد (نقاط إثارة الألم – Trigger points)

عند إجراء الفحص الطبّي، يقوم الطبيب المعالج بفحص عدد من نقاط الزّناد (نقاط إثارة الألم – Trigger points) في الجسم. ذلك إن درجة الضغط المُمارَس على هذه النقاط تكفي، عادة، لإحداث ابيضاض في قاعدة أظافر الطبيب، وليس أكثر من ذلك. هذه النقاط الـ 18 تستعمل باعتبارها الطابع الرسمي للإقرار الجازم بما إذا كان الحديث يدور حول الألم العضلي الليفي، أم لا.

فحوصات الدم:

  • العدّ الدموي الشامل (تعداد الدم الشامل – Complete blood count)
  • سُرْعَةُ تَثَفُّلِ الكُرَيَّاتِ الحُمُر (معدّل ترسّب الكريات – ESR – Erythrocyte sedimentation rate)
  • فحوصات أداء الغدّة الدّرقيّة

علاج الألَم العضلي الليفي

يشتمل علاج الألم العضلي الليفي،  في الجزء الأكبر من الحالات، على الدمج بين العلاج الدوائي والعلاج الذاتي. ويتم التركيز على تقليص الأعراض المصاحبة للمرض، قدر المستطاع، وتحسين الوضع الصحّي العام للمريض.

العلاج الدوائي:

يساهم العلاج الدوائي، أيضًا، في الحد من الألم الناجم عن حالة الألم العضلي الليفي  ويحسّن من جودة النوم لدى المريض.

الأدوية الشائعة الاستعمال تشمل:

  • مسكّنات الآلام
  • أدوية لمعالجة الاكتئاب
  • أدوية لمعالجة نوبات الصرع

أساليب علاجية:

  • العلاج الطبيعي (المعالجة الفيزيائية – Physical therapy / Physiotherapy)
  • الاستشارة

العلاجات البديلة

العلاجات المكمّلة والبديلة المقترحة لمواجهة الألم والضغط النفسي ليست جديدة. بعض هذه العلاجات، مثل اليوجا والتأمّل، قيد الاستعمال الطبي منذ آلاف السنوات. لكن السنوات الأخيرة شهدت تنامي الوعي بهذه العلاجات، لاسيما لمعالجة الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، كالألم العضلي الليفي.

بعض هذه العلاجات يخفّف من الألم ومن أعراض الضغط النفسي، بينما يتقدم بعضها الآخر ليصبح جزءً لا يتجزّأ من طرق العلاج في إطار الطب التقليدي. ومع ذلك، لم تُثبت بعد نجاعة الجزء الأكبر من  هذه الطرق العلاجيّة، نظرا  لعدم إجراء الأبحاث الكافية حول الموضوع، بعد.

ومن بين العلاجات المكمّلة أو البديلة التي قد تخفّف وتحسّن من التعامل مع الألم:

  • الوخز بالإبر (الوخز الإبْرِيّ – Acupuncture)
  • المعالجة اليدوية (الكيروبراكتيك – Chiropractic treatment)
  • العلاج بالتدليك

المصدر : wikipedia

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى